هذه القصيدةُ كانت دفقـةً حارةً, ونزيفَ متوجعٍ ؛ ليلةَ سفرِ الحبيبين ( ليث )
ذي العامين وأمِّـه إلى الأردن من مكان إقامتهم في قلبي في دولة الإمارات
العربية المتحدة وبالتحديد من مدينة ( العين ) حيث سافروا من مدينة العين
ولكنهم بقوا في القلب
مع شديد الاعتذار إلى ابن زريق البغدادي وأمير الشعراء شوقي.
( فطمــتُ قــلبي )
" لا تعـــذليهِ " ولا " ريمٌ على القــــــاعِ "
بَــرَّدنَ حــرَّ الجـــوى في قلبِ ملتـــــــاعِ
يا ليــــلةً صبحُــــــها توديـــعُ مهجَــــتهِ
إذْ شقَّ جيبَ الدجى إصبــاحُها النـــَّـــاعي
أعــدُّ فيها ثـواني الوصــــلِ أحسِبــــُـــها
عـــدَّ الشحــــيحِ لئــــيمِِ الخــالِ طمّــــــاعِ
حتى إذا لفظــــتْ أنفاسـَــــها وقضَــــتْ
أحـــــيتْ بمِيَتتـــِــها أســــــلافَ أوجــــاعي
يـُقَــلّـِبُ الليـــلُ آلامــــــي وينـــثــُرُني
كأننـــــــي سِلــــــعةٌ في كـــــفِّ مُـبتــــــاعِ
الشــــوقُ يسحـبنُـــي للمـــوتِ يأخـذُني
فـإنْ صـحـوتُ تــولّى الصــــبرُ إرجــاعـي
حتى إذا سَكـَـــنتْ روحـــي إلى أمـــلٍ
من الـلقـــــــاءِ تـــولّى الحـــــزنُ إفــزاعي
بين التصَـــُّـبرِ والأشـــــواقِ مُنقــــسِمٌ
كــــأنني الشــــاةُ بين الذئــبِ والــــراعــي
أعطـــيـتَ دهـــرُكَ صـاعاً من حـلاوتِـهِ
فردّهـــا غُصَـــصَاً صاعـــينِ بالصـــــاعِ
مخـالبُ ( الليثِ) في عُنُـقي وقد أزِفــتْ
ســــاعُ الفــراقِ لحـــــاها اللهُ من ســـــــاعِ
تــابعـــتُهُ بـعيــــــونٍ- ليتـــــها عَمِـيَــــتْ
يوم النوى- بين موتِ الحـسِّ والواعـــي
رنـَّــاتُ " بابا " سيــاطُ الموتِ في كبدي
وهـــذهِ اللُّــــــعَبُ المُلقـــــــاةُ في القــــــاعِ
أفـــدي بروحـــي حبيــــباً عـذبُ نغمـــتهِ
قــيثـــارةٌ داعــبتْ بالعــزفِ أسمــاعي
قالــتْ وقـدْ نثــرتْ من طرْفـِـهــــا دُرَرَاً
على صـقــيــــلٍ لُجــينـــــيٍّ ولمّـــــــاعِ
حتّـــــامَ تحـبــِسُ هذا الدمـــعَ تقــمــــعُهُ
هــذا التــجـــلُّـدُ لا يُـــجدي لإقــناعــــي
أجابـهَـا الجُـرحُ في صـدري وخاصـرتي
مخــالــبُ الدهـــرِ صــاغتـْهُ بإبـــــــداعِ
هذا الفـتـى لم يطـأطــــئ رأســـهُ أبـــداً
في كــــلِّ دربٍ إلى قمــمِ العُلا ســـــاعٍ
عشــرون عامــاً مع الدنـــيا أُُقــارعُـها
حتى تولــــتْ بسيـــفِ البــينِ إخضـاعي
للهِ سلمـــتُ فوقَ الغيـــــمِ طــــائــــرةً
كأنّــــها أقلعـــــتْ من فـــــوقِِ أضلاعي
فطمـتُ قلبــي عن الأحبـــابِ بعدكـــمُ
لمّــا تـــوليــتـُــمُ بالحـــبِّ إرضــــاعــي